سورة القصص
سورة القصص
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  طسم ١ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ٢ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ٣ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ
  ابتداء تفسير (سورة القصص)
  قال الشرفي في [المصابيح]: «مكية، قال في [البرهان]: إلا آية منها نزلت بين مكة والمدينة وقيل: بـ (الجحفة) وهي: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}» انتهى.
  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ طسم تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} {تِلْكَ آَيَاتُ} الإشارة إلى الحروف التي تألّف منها القرآن، والدليل على ذلك أن هذه الإشارة إنما تأتي في أوائل السور بعد الحروف، مثل: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ ..}[البقرة: ١ - ٢] {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}[يونس: ١] {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}[يوسف: ١] {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ..}[الرعد: ١] {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ}[الحجر: ١] {طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}[الشعراء: ١ - ٢] {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ}[النمل: ١] {طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}[القصص: ١ - ٢] {الم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}[لقمان: ١ - ٢] {حم عسق كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الشورى: ١ - ٣] ولا نعلم سورة أولها الإشارة بدون ذكر الحروف، فظهر أن الإشارة إلى الحروف يبين أن القرآن مؤلف منها، وأوحي كلاماً مؤلفاً منها فهو وحي للكلام حقيقي بلفظه وحروفه لا مجرد وحي المعنى.
  وقوله: {الْكِتَابِ الْمُبِينِ} يصفه بأنه يبين للناس الهدى وبينات من الحق في أنواعه من أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص وأمثال وغير ذلك، أو هو كتاب مبين بمعنى بيِّن واضح الدلالة على معانيه، والأول أرجح وإن كان مجازاً في الإسناد فهو قريب.