سورة القمر
سورة القمر
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ١ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ٢ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ٣ وَلَقَدْ
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} اقتربت القيامة، لأنها أمر كبير وعظيم جداً، فقُرْبُها على قدر عظمتها وأهميتها {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} انشقاق القمر منصوص عليه أنه قد انشق، وظاهره أنه قد وقع، ولا يبعد أن الشامة التي في القمر هي من أثر الانشقاق - والله أعلم.
  وأما في (تفسير الإمام الهادي) فهو جعل انشقاق القمر مثل ونفخ في الصور ونحوها يعني أنها من أهوال القيامة وأنها ستأتي عند القيامة، لكن عندي أن انشقاق القمر أمر لا يصل إلى حد أن يكون من أهوال القيامة لأن أهوال القيامة قد يمكن أن تتصادم الشمس والقمر، كما قال: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}[القيامة: ٩] لعله يعني تدمر كلها.
  (٢) {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً} من آيات القرآن من كتاب الله، أو آية من معجزات الرسول ÷ من بقية المعجزات من غير القرآن لأن القرآن مسموع لا مرئي فيمكن أنه يراد آية من آيات النبوة المعجزات الأخرى مثل فيضان الماء من بين أصابعه ÷، وقالوا إن انشقاق القمر من معجزاته، وإذا كان من المعجزات فهو مناسب لقوله {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً} يعني يروا هذه المعجزة: انشقاق القمر {يُعْرِضُوا} لا يفكرون فيها حتى ينظروا ما تؤدي إليه وما تدل عليه {وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} لما كان القرآن يتنزل شيئا فشيئا فلعل المعجزات تأتي تباعاً كل مرة تأتي معجزة، فلهذا قالوا: {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} يعني يتكرر إنزال الآيات كل يوم.