سورة المطففين
سورة المطففين
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ١ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ٢ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ٣ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ٤ لِيَوْمٍ
  (١ - ٣) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}
  {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} {وَيْلٌ} في (تفسير الإمام الهادي #) وقد مر: «يريد: الويل والعويل والبلاء واللعنة والشقاء» انتهى، وفي (تفسير الإمام القاسم #) لـ (سورة الهمزة): «وتأويل ما ذكر اللّه من الويل ما يعرف من الحرقة والعويل والخزي الكبير العظيم الجليل» انتهى، والعويل: رفع الصوت بالبكاء والصياح، كما أفاده (القاموس).
  والمطفف: ظالم في الكيل أو الوزن، لا يوفي بما عليه، وقد فهم هذا التفسير من قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} الذم على الإخسار، الذي هو النقص على المشتري من المكيل أو الموزون، فأما الاستيفاء إذا اكتالوا أو استوزنوا فهو حجة عليهم لأنهم استوفوا، بمعنى أن ذلك حق لهم، فكيف الحق لهم لا يكون مثله حقاً عليهم؟! ومثل هذا جاء في القرآن الكريم في مواضع حيث يقرن الحق بالباطل لا لأنهما معاً باطل، ولكن للاحتجاج على صاحب الباطل، مثل: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ}[البقرة: ٤٤] ومثل: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}[فصلت: ٥١] ومثل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}[يونس: ٢٢ - ٢٣].