سورة الصف

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ٣ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ٤ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ٥ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي

  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} نَزِّهه عن كل نقص وعن كل عيب {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الذي لا ينال، وليس بحاجة إلى أن يسبحوه.

  (٢) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} كأنهم كانوا يعدونه بالجهاد في سبيل الله ثم يتخلف بعضهم ويؤثر الحياة الدنيا.

  (٣) {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ} المقت قالوا هو أشد البغض {أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} أن يعدوا بأنهم سيجاهدون ثم يتخلفوا.

  (٤) {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} هؤلاء المقاتلون الصادقون الذين تراهم في تراصهم في الصف حين القتال كالبنيان المرصوص، يصف حالهم يوم كان القتال بالسيوف؛ لأن المطلوب يوم ذاك أن يظلوا بهذا الشكل، وهو يرمز إلى جانب الوحدة والأخوة والتعاون والتناصر فيما بينهم وكون ذلك من أهم عناصر القوة.

  (٥) {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ} واذكر إذ قال موسى، كأن هذا ليتأسى بموسى ~ فيما يناله من الأذية من المنافقين: {يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي} هذا شيء عجيب أن يكافئوه بالأذية بعد أن أنقذهم من تلك