سورة الشورى
سورة الشورى
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  حم ١ عسق ٢ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٣ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٤
  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم عسق} هذه الحروف من حروف الهجاء مثل ما تقدم في أوائل السور، ويظهر من بعضها أن الله جعلها ليبين أن القرآن أنزل بألفاظه وحروفه أعني ليس الوحي وحي معنى فقط بحيث أن النبي ÷ هو الذي يعبر عنه، بل الوحي نزل به تماماً بمعناه وألفاظه وحروفه؛ فلهذا رتب عليه قوله: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ}
  (٣) {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} فهو الوحي هكذا بمعنى يوحي إليك وحيا كاملا بألفاظه وحروفه {وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} من الأنبياء والمرسلين كذلك أوحى إليك مثل ما أوحى إليهم {اللَّهُ الْعَزِيزُ} سبحانه لعزته جعل الرسل وأنزل الكتب وأوحى إلى الرسل لهذا المعنى وهو أنه عزيز لا يريد إهمال عباده وهم عباده المملوكون له لا يريد أن يتركهم يتظالمون ويفسدون من دون إنذار ولا تعليم ولا هدى ولا عَرْضٍ على الخير إن هذا ينافي عزته حين يتركهم يفسدون في أرضه من دون إنذار ولا وعد ولا وعيد {الْحَكِيمُ} فعزته وحكمته اقتضت أن يوحي إلى الأنبياء والمرسلين يوحي إليهم الوحي الذي فيه الهدى والإنذار والتبشير؛ لأنه يترتب عليه الجزاء يوم القيامة، لأنه لا جزاء للعصاة إلا وقد تقدم الإنذار.
  (٤) {لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} هو المالك لها كلها ما في السموات وما في الأرض هو الإله وحده لا إله غيره {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} العلي علو الشأن والعظمة، فالعلو له، والقدرة والغلبة، والعظمة كذلك له سبحانه؛ لأنه قادر على كل شيء، وعالم بكل شيء، ووسعت رحمته وعلمه كل شيء، هذه عظمة لا يقاس بها عظمة.