التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النبأ

صفحة 351 - الجزء 7

سورة النبأ

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ١ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ٢ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ٣ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ٤ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ٥ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ٦ وَالْجِبَالَ


  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ۝ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} {عَمَّ} أي عن أي شيء، أصله: (عن ما) أدغمت (النون) في (الميم) وأسقط ألف (ما) لدخول حرف الجر عليه، مثل: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}⁣[النمل: ٣٥] ثم بين اللّه تعالى ما {يَتَسَاءَلُونَ} عنه، فقال: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} و {النَّبَإِ الْعَظِيمِ} الخبر بالقيامة، وما يكون فيها من الفصل بين العباد، وجزاء كل نفس بما كسبت، فهم يتساءلون عن صدق هذا النبأ المهم.

  (٣) {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} بين قاطع بكذبه وشاك فيه، أو نحو ذلك، أي يسأل بعضهم بعضاً، فهو سؤال شك في اليوم الآخر، أو تشكيك، أو تكذيب به، أو استهزاء، ولهذا رد اللّه عليهم فقال تعالى:

  (٤ - ٦) {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ۝ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ۝ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} فقوله تعالى: {كَلَّا} {ثُمَّ كَلَّا} زجر يعقبه زجر لأهمية الموضوع واستحقاقه الردع عن التهاون به، وقوله تعالى: {سَيَعْلَمُونَ} أي سيعلمون يوم القيامة حين يرون العذاب، كما قال تعالى: {وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً}⁣[الفرقان: ٤٢] فهو وعيد للذين يتساءلون، ثم بيَّن سبحانه قدرته على الإتيان بيوم القيامة لأنهم يستبعدون القدرة على إحياء الموتى، فقال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} فأنتم تعلمون أنا جعلنا الأرض مهاداً ممهَّدة مهيَّأة لأهلها على عظمها واتساعها.