سورة الممتحنة
سورة الممتحنة
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ١ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} هذه قالوا: نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، حين كاتب أهل مكة ينذرهم مهاجمة الرسول ÷ لهم والرسول قد كان عزم على أن يباغتهم بناء على خطة محكمة تمكنه من فتح مكة بدون قتل كثير بسبب حرمة الكعبة، ولو أن الله قد كان أباحها له ساعة من نهار حين يفتحها لكن الرسول ÷ يود أن يتم الفتح بأقل ما يمكن من القتلى لما أسلفنا، قالوا ثم إن جبريل # نزل فأخبر النبي ÷ بأن الكتاب الذي أرسله حاطب إلى أهل مكة مع الضعينة، فلحقها الإمام علي والزبير لحقاها وأخذا منها الكتاب.
  وقالوا: قال له النبي ÷: «ما حملك على ما صنعت»؟ قال: هؤلاء المهاجرون كلهم معهم قرابات يحمون بيوتهم وأهلهم، وأنا أهلي ليس معهم من يحميهم فأردت أن أتخذ يدا عند قريش، وعلمت أن الله سينصر نبيه، يعتذر بهذا ويبين أنه ما نافق، فنزلت السورة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} حين كاتبهم {وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} بالقرآن والرسول، فلا يصلح أن يكاتبهم ولا، أن يلقي إليهم بما يدل على المودة.