سورة المعارج
سورة المعارج
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ٢ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ٣ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ٤ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ٥ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ٦ وَنَرَاهُ
  (١ - ٣) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} السؤال بالعذاب: المطالبة به، وكان بعض الكافرين يطالبون بما أوعد اللّه به في القرآن ويستعجلون به جدالاً وتكذيباً، قال تعالى: {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}[العنكبوت: ٥٤] وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ}[النمل: ٧١ - ٧٢] فجاء في هذه السورة ذكر حالهم عند حضور العذاب وكيف يصيرون بعد استعجالهم به وتمردهم، فأخبر سبحانه أن هذا العذاب الذي يسألونه {وَاقِعٍ} لا محالة {لِلْكَافِرِينَ} المكذبين بيوم الدين، المكذبين للقرآن والرسول {لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} يدفعه عنهم وإن زعموا أن شركاءهم تشفع لهم فهو زعم باطل لأنه عذاب {مِنَ اللَّهِ} الغالب على أمره {ذِي الْمَعَارِجِ} الذي له معارج الملائكة وطرقها التي تعرج فيها بأمره.
  (٤) {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} هذا بيان للمعارج وبُعدِها، وسرعة عروج الملائكة والروح فيها، فهم يصعدون في مسافة {خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} في يوم واحد ومعنى {إِلَيْهِ} إلى مصدر وحيه لهم وأوامره، قال في (الكشاف): «إلى عرشه، وحيث تهبط منه أوامره» {وَالرُّوحُ} جبريل #، واليوم المذكور: يوم منكّر لم يقل في اليوم الواحد، فالأقرب: أنه يوم القيامة.