التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الحجرات

صفحة 479 - الجزء 6

سورة الحجرات

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٢ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} هذا أول الآداب التي يجب التزامها لتعاملهم مع الله ورسوله أن لا يقدموا لا يسبقوا بكلام بين يدي الله ورسوله إذا كان هناك موقف حضر فيه الرسول ÷ وحضروا عنده للبحث في موضوع ما، أن لا يسبقوا الرسول بالكلام بل يدعوه هو الذي يتكلم ÷ {وَاتَّقُوا اللَّهَ} اتقوه بامتثال أوامره ونواهيه {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ما تكلمتم به وسبقتم به الرسول فهو سوف يسمعه لا يخفى عليه، هذا تخويف وتحذير بأنه سبحانه العالم {يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}⁣[النحل: ١٩].

  (٢) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} وهذا أدب ثاني إذا كانوا يتحدثون عند الرسول ÷ أن لا يرفعوا أصواتهم فوق صوته حتى لو جرى هذا الكلام فيما بينهم حين يكلم بعضهم بعضا بحضرته بل يلتزموا الأدب {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} إذا كلمتموه فلا ترفعوا الصوت بالمستوى الذي يكون منكم عند حديثكم لبعضكم البعض يعني اخفضوا أصواتكم عنده حين تكلموه وتأدبوا {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} أي لئلا تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون؛ لأنه قد يسبب قلة الأدب لحبوط عملهم هذه قالوا: نزلت في أبي بكر وعمر، رواها الناصر # في (البساط) ورواها غيره.