التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة قريش

صفحة 585 - الجزء 7

سورة قريش

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ١ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ٢ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ٣ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ٤


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} كان قريش آلفين مألوفين، يألفهم الناس ويألفون الناس، في حال أن الخوف كان شائعاً في بلاد العرب، والتآلف ضد التنافر والتقاطع، وذلك لأجل بيت الله الكعبة الحرام، فكان الناس يسافرون للتجارة إلى مكة فيأمنون في مكة، وكان قريش يسافرون آمنين لحرمة البيت الذي هم جيرانه، ولحاجة الناس إلى بلاد قريش الَّتِي يلتقي فيها أهل البلدان المتباعدة، وأصل ذلك كله نعمة الله بهذا البيت الذي جعله للناس مثابة وأمناً.

  (٢) {إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} لإيلافهم في رحلة {الشِّتَاءِ} إلى الحبشة {وَ} رحلة {وَالصَّيْفِ} إلى الشام لا يعاديهم أحد ولا ينفر منهم.

  (٣) {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} الذي هو الكعبة، وربها الله الذي جعلها نعمة لقريش، وقريش قبيلة من ذرية إسماعيل بن إبراهيم $، وفيهم من الحديث الشريف عنه ÷: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم» أخرجه مسلم، وأحمد، والترمذي، وغيرهم.

  وقال ابن تيمية: «هو حديث ثابت» وفسره في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) والاصطفاء: يدل على نعمة يجب شكرها، وعبادة رب هذا البيت: إخلاص العبادة له ورفض شركائهم.