التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الفاتحة

صفحة 37 - الجزء 1

سورة الفاتحة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ١ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥ اهْدِنَا


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ} المعنى: باسم الله أقرأ، أي هذا كلام الله أقرأه باسمه، ليس كلامي أنا، وعلى هذا فهي تلقين للرسول ÷ ولأمته، مثل: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وهذا أرجح من تقدير أبتدئ؛ لأنه لو لم يكن المراد إلا الابتداء باسمه تعالى لكان الابتداء الحقيقي به أولى من الإخبار به، كأن يقال: الله الرحمن الرحيم، ولأن القراءة قد ظهرت في {اقْرَأْ بِسْمِ رَبِّكَ}⁣[العلق: ١] ومثله: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا}⁣[هود: ٤١].

  وتقول عند الذبح: «بسم الله» أي باسم الله أذبح؛ لأنه أحل لي ذبح هذه وبناءً عليه أذبح لا اعتداءً وظلماً، ويظهر أن وجوب التسمية على الذبيحة لإفادتها هذا المعنى، وتقول: «باسم الله آكل» أي لأنه نعمته وكذا الشرب واللباس وغيرها و «باسم الله أعمل»؛ لأنه بتيسيره وما خلق لي من القدرة.

  و {اللَّهِ} هو الذي يأله إليه المخلوقون، ويفزعون إليه في المهمات، ويلجأون إليه عند المصائب، وإياه يعبدون، فمعناه: الإله الذي لا إله إلا هو.

  {الرَّحْمَنِ} اسم لله يفيد رحمته لعباده والدليل على أنه اسم أن الكفار أنكروه {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَانِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}⁣[الفرقان: ٦٠] ولو كان مجرد وصف بالرحمة لما أنكروه كما لم ينكروا الرحيم.

  {الرَّحِيمِ} وصف لله تعالى، يدل أنه يرحم عباده، ومن رحمته سبحانه إرسال الرسول ÷، وإنزال القرآن، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}⁣[الأنبياء: ١٠٧].