سورة الانشقاق
سورة الانشقاق
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ٢ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ٣ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ٤ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ٥ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّت} {انْشَقَّت} و {انفَطَرَتْ} بمعنى.
  (٢) {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} {وَأَذِنَتْ} سمعت لأمره، أي أطاعت حكمه وانقادت لقضائه، وقوله تعالى: {وَحُقَّتْ} قيل في تفسيره: أصيبت أي لم يخطئها الشق.
  وقيل: {وَحُقَّتْ} أي وحق لها أن تأذن لربها؛ لأنه القادر على كل شيء الغالب على أمره، قال في (الصحاح): «وحق له أن يفعل كذا، وهو حقيق أن يفعل كذا، وهو حقيق به ومحقوق به: أي خليق له، والجمع: أحِقَّاء ومحقوقون» انتهى.
  والأقرب عندي: أن المراد {إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ} في ابتداء خرابها {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا} انقادت لقضائه فيها بالتخريب {وَحُقَّتْ} إما أصيبت بما دمرها وأتلفها، وإما وحق لها أن تنقاد وتستسلم لقضائه، والأول أرجح؛ لأنه بدونه لا يكون في الكلام إلا إثبات انشقاقها.
  ويصير الأذن لربها الاستسلام لشقها، وعلى الأول يكون شقها في ابتداء خرابها المؤذن بخرابها فاستسلامها للقضاء بخرابها، فخرابها كما يحضر الموت فيستسلم له الحي فيموت، فانشقاقها بمنزلة حضور الموت وخرابها كالموت - والله أعلم.
  (٣) {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} كما يمد البساط فلا تبقى كروية - والله أعلم.