سورة البروج
سورة البروج
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ١ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ٢ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ٣ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ٤ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ٥ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ٦ وَهُمْ
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} هذا قسم بالسماء ذات البروج، و {الْبُرُوجِ} منازل الشمس والقمر، وفيها آية عظيمة تدل على قدرة اللّه وعلمه؛ لأن الشمس تقطع البروج في سنة بسير منتظم لا يتخلف، والقمر تقطعها في شهر كذلك، وبعضها تنزل فيها الشمس في الصيف، وبعضها تنزلها في الشتاء وبعضها بين ذلك.
  (٢) {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} وهو يوم القيامة.
  (٣) {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} في تفسير (محمد بن القاسم #) وفي (الكشاف) كليهما ترجيح: أن الشاهد من يشهد، أي يحضر يوم القيامة كما قال تعالى: {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ}[هود: ١٠٣] أي يشهدون ما في ذلك اليوم من الجزاء، وما فيه من الأهوال والعجائب، وذلك هو المشهود.
  (٤ - ٥) {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} {قُتِلَ} كلمة غضب على {أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} وفسرت بمعنى: لعنوا، وهم الذين خدّوا في الأرض أخدوداً وأضرموا فيه النار وأحرقوا المؤمنين.
  {النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} النار إما عطف بيان؛ لأنه صار ناراً، كما قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا}[الكهف: ٩٦] وإما بدل اشتمال كما قال (صاحب الكشاف، بدل اشتمال من الأخدود، و {الْوَقُودِ} إما مصدر وإن كان غريباً، فقد فسره محمد بن القاسم # حيث قال: «والوقود: فاللهب، وكذلك