التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الواقعة

صفحة 21 - الجزء 7

سورة الواقعة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ١ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ٢ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ٣ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ٤ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ٥ فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ٦ وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ٧ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ٨


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} الواقعة: هي التي لا بد من وقوعها، إذا وقعت كان أمراً عظيماً، يدل عليه سياق الكلام في السورة.

  (٢) {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} كل ما أخبر الله به عنها وعن ما فيها من الأحداث والوقائع فهو صدق لا يتبدل.

  (٣) {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} خافضة لأعداء الله المتكبرين في الدنيا، رافعة لأولياء الله ترفع درجاتهم.

  (٤) {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} هذا تفصيل وتفسير للواقعة مثل قوله: {كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا}⁣[الفجر: ٢١] وقوله: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا}⁣[الزلزلة: ١] وقوله: {وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}⁣[الحاقة: ١٤].

  (٥) {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا} فُتَّتْ حتى صارت أجزاء إلى حد أنها تصير هباء منبثا كما قال: {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا}

  (٦) {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} الهباء أجزاء صغار ترى في شعاع الشمس الداخل من النافذة.

  (٧) {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً} الخطاب إما للأحياء الموجودين في وقت الرسول ÷، أي أنت ومن آمن بك ومن لم يؤمن بك، أو الخطاب للبشر كافة، مثل ما قال: {إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}⁣[يوسف: ٢٨] يعني النساء كافة.