التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة التين

صفحة 521 - الجزء 7

سورة التين

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ١ وَطُورِ سِينِينَ ٢ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ٣ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ٤ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ٥ إِلَّا


  (١ - ٣) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۝ وَطُورِ سِينِينَ ۝ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} {التِّينِ} هذه الفاكهة التي نسميها البلس وليس خاصاً بالنوع الكبير منه، قال في (القاموس): «التين - بالكسر - معروف ورطبه النضيج. أحمدُ الفاكهة وأكثرها غذاء وأقلها نفخاً ..» إلخ.

  وفي (تذكرة داود): «أصح الفاكهة غذاء إذا أكل على الخلاء ولم يتبع بشيء ..» إلخ، وقد بسط فيه (صاحب كتاب الغذاء لا الدواء).

  وبالجملة فهو آية كبرى ونعمة عظمى، وكذلك (الزيتون) وهو ثمر شجرة تصلح بالشام ويستخرج منه الزيت الذي يستعمل صبغاً للآكلين، ودهناً للأبدان والشعر وغير الأبدان.

  وقد بالغ في مدحه (صاحب كتاب الغذاء لا الدواء) وقال فيه: «فهذا الزيت يمتاز عن غيره من الأدهان والزيوت بصفات كثيرة تعود على الإنسان بالصحة والعافية، فهو أسهل هضماً من جميع الزيوت الأخرى» وبسط فيه بما يدل على فضله وكثرة منافعه.

  {وَطُورِ سِينِينَ} هو (طور سيناء) وفي (تفسير الإمام القاسم #): «فهو الجبل الذي كلم موسى # منه رب العالمين» انتهى {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} وهو الحرم حرم الكعبة، فهو آية ونعمة؛ لأن اللّه جعل للكعبة احتراماً في قلوب الناس، فكان حرمها آمناً، وكان ذلك عوناً على حج البيت، وتواصل الناس لمنافعهم من التجارة وغيرها.