سورة القدر
سورة القدر
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ٢ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ٣ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ٤ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ٥
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} يقول اللّه ﷻ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} أي أنزلنا القرآن {فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قال (صاحب الكشاف): «عظم القرآن من ثلاثة أوجه، أحدها: أن أسند إنزاله إليه وجعله مختصاً به دون غيره، والثاني: أنه جاء بضميره دون اسمه الظاهر شهادة له بالنباهة والاستغناء عن التنبيه عليه، والثالث: الرفع من مقدار الوقت الذي أنزل فيه» انتهى.
  قلت: وفي الوجه الأول زيادة الإسناد إلى عظمته وجلاله حيث قال: {إِنَّا} ولم يقل: (إني أنزلت) فأفاد: أنه من مقتضى عظمته وجلاله مثلاً لكرمه وفضله ورحمته وعدله وحكمته وعلمه وقدرته، وفيه زيادة التأكيد بـ (إن) في قوله تعالى: {إِنَّا} فهو تأكيد لمضمون الجملة، وما تدل عليه من عظم شأن القرآن.
  و {لَيْلَةِ الْقَدْرِ} من ليالي شهر رمضان، بدليل قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[البقرة: ١٨٥] وقد عظم اللّه شأنها بهذه السورة.
  (٢) {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} هذا تعظيم لها، كما قال تعالى في تعظيم القيامة: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}[الحاقة: ٣] وفي (تفسير الإمام القاسم #): «وتأويل {وَمَا أَدْرَاكَ} فهو: ما يدريك لولا ما نزلنا من البيان فيها عليك