التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المنافقون

صفحة 109 - الجزء 7

سورة المنافقون

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا


  (سورة المنافقون) مدنية

  وذُكرت فيها بعض معائب المنافقين. قالوا: كانت تقرأ في عهد الرسول ÷ في صلاة الجمعة في الركعة الثانية و (سورة الجمعة) في الركعة الأولى، ربما أن ذلك لما يحويانه من التوعية السياسية من خلال الطرح عن اليهود والمنافقين وخبثهم ومكرهم وخداعهم، وكذا من الجوانب الاجتماعية والآداب والإسلامية.

  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} هذا من أعمالهم أنهم يظهرون الإيمان، حتى كأنهم متيقنون حين {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} أنه رسول الله {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} هذا صِدْق لكن المنافقين كاذبون في قولهم نشهد، وليس عندهم يقين، ولا علم، إنما هم جهلة شاكّون {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} وهذا فضح لهم.

  {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} يتقون بها غضبكم وعقابكم، فكانت أيمانهم تتكرر دائماً مثل قولهم هذا ومثل قوله عنهم: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا ..}⁣[التوبة: ٧٤] {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ..} فهي من عادتهم الأيمان الفاجرة {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} صدوا ربما يعني صدوا غيرهم عن سبيل الله، فهذا فساد كبير {إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} إن المنافقين ساء ما كانوا يعملون أعم من هذه الأعمال التي قد ذكرت منهم.