سورة الغاشية
سورة الغاشية
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ١ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ٢ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ٣ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً ٤ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ٥ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ٦ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ٧ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ ٨
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} هذا السؤال لتوجيه ذهن السامع إلى {حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} ليصغي له، كقوله تعالى في أول (قصة داود #): {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}[ص: ٢١] و {حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} خبرها وذكر ما تأتي به من الجزاء للمؤمنين والفجار، و {الْغَاشِيَةِ} هي القيامة سميت غاشية لأنها تغشى الناس وتعمهم كما يغشاهم الليل ويشتمل عليهم.
  (٢ - ٣) {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} المراد بالوجوه أهل الوجوه، ولظهور أثر الذلة على الوجوه نسبت إليها، والخشوع: الذلة والخضوع {عَامِلَةٌ} لشدة العذاب كما يعمل من به ألم شديد، فهو يقوم ويقعد، أو يذهب ويرجع، أو يضطرب في مكانه ويتقلب {نَاصِبَةٌ} متحملة لمشقة العمل وعنائه ومقاساة العذاب وحمل السلاسل وجرها.
  (٤) {تَصْلَى نَارًا} تباشرها بدون حائل {حَامِيَةً} شديدة الحرارة أعظم من هذه النار في حرها.
  (٥) {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} العين: التي تخرج من جبل أو أرض أو غير ذلك، والآنية: شديدة الحرارة، بحيث يشتد غليانها فهم يسقون منها.
  (٦) {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} في (تفسير محمد بن القاسم @): «والضريع، فمعناه: اليابس القاحل الخشن، الذي ليس برطب ولا لين» انتهى المراد.