التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة السجدة

صفحة 37 - الجزء 6

سورة السجدة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  الم ١ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ٣ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي


  ابتداء تفسير سورة الجرز (الم السجدة) وأكثرها (مكي)

  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم} قد مر في أول (سورة البقرة) وغيرها ما يكفي في شأن هذه الأحرف.

  (٢) {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الراجح: أن (تنزيل) مبتدأ أخبر عنه تعالى بقوله: {مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} كما في (سورة الزمر) و (غافر) و (الجاثية) و (الأحقاف) في الإخبار بأن تنزيل الكتاب من الله.

  و الراجح - أيضاً - أن قوله تعالى: {لا رَيْبَ فِيهِ} خبر أول ينفي عن القرآن كونه مما يرتاب فيه أي يشك ويقلق منه أي ليس من شأنه ذلك، لأنه حق واضح لمن نظر في الدليل على ذلك، وهو أنه كلام الله أصدق القائلين، فهو كله صدق وحق.

  ثم تلاه الإخبار بأنه {مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} المالك لهم الذي له الحكم وحده عليهم والذي هو رحيم بهم والذي هو عالم بحاجتهم إلى هداه والذي يريد أن يعبدوه وأن يدعوهم إلى الحذر من إضلال إبليس وذريته وأن يقيم عليهم الحجة به في إثبات رسالة محمد ÷ وفي الإنذار بالآخرة وما فيها من الجزاء وبغير ذلك لأنه {رَبِّ الْعَالَمِينَ} الذي يرجعون إليه يوم الدين، فأنزل القرآن بيانا للناس {وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}⁣[آل عمران: ١٣٨].

  (٣) {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} {أَمْ} إضراب إلى التعجيب من القائلين: