التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الزمر

صفحة 271 - الجزء 6

سورة الزمر

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ١ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ٢ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ٣ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} هذا تنزيل والله هو الذي أنزله قوله: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} مبتدأ، وقوله: {مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} الخبر يبين: أن القرآن هو من الله هو الذي أنزله، وقوله: {الْعَزِيزِ} يبين أن هذا راجع إلى عزته، لأن من عزته أن لا يترك عباده مهملين يفسدون في الأرض ويتظالمون، دونما إرشاد، ولا ما يقيم الحجة على الظالم ولا إنذار، ولا تبشير بما سيكون في الآخرة، فعزته اقتضت هذا، وكذلك حكمته اقتضت أن يقيم الحجة على عباده وأن ينذر ويبشر، ويدعوهم إلى الهدى لإصلاحهم ولسعادتهم إذا قبلوا، فهي حكمة عظيمة في إنزال القرآن.

  (٢) {إِنَّا} الله سبحانه العظيم لأن في هذه {إِنَّا} دلالة على العظمة التي هي من شأنه لحكمته وعلمه وقدرته وكماله سبحانه، فهي كأنها تشير إلى أسمائه الحسنى {أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ} أي القرآن {بِالْحَقِّ} أنزله بالحق {فَاعْبُدِ اللَّهَ} لأن ما في القرآن من الدعوة إلى عبادته هو الحق {مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} تخلص له دينك لا تشرك به.

  (٣) {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} هو الذي يستحق الدين الخالص، وهو الذي له الدين الخالص، أما غيره مما يدّعيه المشركون من الشركاء، فليس لهم