التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المرسلات

صفحة 335 - الجزء 7

سورة المرسلات

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ١ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ٢ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ٣ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ٤ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ٥ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ٦ إِنَّمَا تُوعَدُونَ


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} هذا قسم بالمرسلات عرفاً؛ لأنها من آيات اللّه ونعمته، كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}⁣[الأعراف: ٥٧] {عُرْفًا} معروفة مألوفة لنفعها واعتياد الناس لها.

  (٢) {فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} عطف على المقسم به الأول، والرياح العاصفات: الشديدة التي يخشى أن تكسر وتدمر ولو بعض التدمير، تدل على قدرة اللّه وعلمه، وأنه يصيب بالعقوبات من يشاء كما أصاب بها عاداً.

  (٣) {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا} التي تنشر وتحيي الأرض بعد موتها، وهي السحاب الممطرات التي تحيي الأرض بإرسالها ماءها، فهي من آيات اللّه كما قال تعالى: {وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ ..} الآية [البقرة: ١٦٤] فأقسم تعالى بها لما فيها من الدلالة عليه سبحانه، وعلى أنه المنعم المستحق للعبادة.

  (٤) {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} الفارقات بين الحق والباطل، وبين طريق الهدى ومتاهات الضلال، وبين دين الحق ودين الباطل، وهي آيات اللّه التي يفرق بها المؤمنون بين الهدى والضلال، قال تعالى: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ}⁣[آل عمران: ٤] أي ما يفرق بين الحق والباطل، وسمى القرآن فرقاناً، فقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}⁣[الفرقان: ١] وسماه نوراً فقال تعالى: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}⁣[الشورى: ٥٢].