سورة الحج
سورة الحج
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ
  ابتداء تفسير (سورة الحج)
  والراجح: أن بعضها (مكي) وبعضها (مدني)
  وفي (مصابيح الشرفي): «مكية غير ست آيات {هَذَانِ خَصْمَانِ ..} إلى {.. صِرَاطِ الْحَمِيدِ}» انتهى. قلت: ومن قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ ..} إلى قوله تعالى: {.. وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} مدنية، ويترجح: أن قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا ..} إلى قوله تعالى: {.. لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} والآيتين الأخيرتين في السورة كل ذلك مدني، وقد قيل: إن السورة (مدنية).
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} اتقوا ربكم بالإيمان والطاعة لله، وقوله: {إِنَّ زَلْزَلَةَ} تعليل يبين حاجة الناس إلى التقوى التي تنجي من فزع يوم القيامة، وتنجي من عذاب الله.
  و {زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ} إن حمل على الحقيقة فهي ما ذكره الله تعالى في قوله: {وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}[الحاقة: ١٤] ولكن حمله على المجاز قريب وهو أن المراد بزلزلة الساعة: أهوالها التي تكون قبل البعث وأهوالها التي تكون بعده، كما قال تعالى في (الأحزاب): {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا}[آية: ١١] فقال تعالى: {وَزُلْزِلُوا} والمعنى في الفزع من اجتماع الأحزاب ضدهم لا برجفة الأرض.
  وقوله تعالى: {شَيْءٌ عَظِيمٌ} يدل على أنها أهوال لا تحتمل والفزع فوق ما يتصور فينبغي لكل عاقل أن يستعد لها بتقوى الله.