سورة الملك
سورة الملك
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ٢ الَّذِي خَلَقَ
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} {تَبَارَكَ} جلّ وعظم وتعالى من كل ما ينسب إليه المشركون، الجاحدون بالنشأة الآخرة، المستبعدون لقدرة اللّه على إحيائهم بعد الموت المكذبون للنذير البشير، جهلاً بحكمة اللّه وقدرته على كل شيء، وعلمه بكل شيء، وتفسير {تَبَارَكَ} بهذا المعنى هو المناسب لاشتقاق أصله من البَرَكة - بفتح أوله وثانيه - كما أنه المناسب لسياق السورة هذه.
  وقوله تعالى: {الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} يفيد: أنه تعالى لا يشاركه في الملك المطلق مشارك، وأنه يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، وأن كل من في السماوات والأرض تحت أمره، يحكم فيهم ما يشاء، فلا ولد له مما يزعم المشركون، الذين قالوا: {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}[البقرة: ١١٦] ومالهم من دونه من ولي ولا شفيع.
  وقوله تعالى: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} يفيد: أنه قدير على البعث والإعادة بعد الفناء، كما يفيد: أنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
  (٢) {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ} الذي {يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}[الزمر: ٤٢] ويقدر لها الموت بتحديد أجلها، ولعله سمى خلقاً لما فيه من التقدير والتنظيم وحسن التدبير، كما قال تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ}[الواقعة: ٦٠] حيث يترتب موت الناس على وفق الحكمة، ولما في قبض الأرواح وتوفي النفوس من التقدير؛ لاختلافه في الشدة، وتفاوته في طول النزع، على ما تقتضيه الحكمة من التشديد والتخفيف.