سورة الفتح
سورة الفتح
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ١ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ٢ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا} إن الله ﷻ وعظمته وقدرته وعلمه {فَتَحْنَا لَكَ} فتح لرسوله {فَتْحًا مُبِينًا} فتحاً بيناً كما وعده.
  واختلف المفسرون في الفتح هذا قال بعضهم: إنه فتح الحديبية، وبعضهم قال: إنه فتح مكة، وهو الأقرب: أنه فتح مكة، وهو الذي قد كان رأى أنه ÷ فتحها كما ذكره الله تعالى في قوله: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ}.
  والحديبية هي كانت قبل، حيث كان النبي ÷ وصل الحديبية وهي حول الحرم يريد دخول مكة للعمرة ومعه جيش كبير، فعلم المشركون بمقدمه، واعتبروا دخوله بذلك العدد مجرد عرض قوة، فأخذتهم الأنفة وحمية الجاهلية، وهموا بقتاله إذا أصر على الدخول، ولحرص النبي ÷ على قداسة الحرم، وأمله أن يفتحها بأقل قدر ممكن من القتلى لحرمة الحرم، ولأنه منذ البداية لم يأت لقتال فقبل بالمصالحة على أن يعود هو ومن معه هذه السنة ثم يدخلوا في السنة القادمة ومعهم السيوف في أغمادها ويعتمروا ويبقوا في مكة ثلاثة أيام ثم يعودوا، وتحقق كل ذلك.
  ثم إن قريشاً نكثت عهدها مع النبي ÷ حينما أعتدت على قبيلة خزاعة المتحالفة مع النبي ÷ فقرر ÷ دخول مكة وفتحها عنوة ففاجأهم بالهجوم بقوة كبيرة وكان الفتح المبين وبقليل من القتلى كما كان يطمح ÷ فهذا هو الفتح المذكور في الآية - والله أعلم.