التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشعراء

صفحة 235 - الجزء 5

سورة الشعراء

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  طسم ١ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ٢ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ٣ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا


  ابتداء تفسير (سورة الشعراء)

  وهي (مكية) كما يظهر من مواضيعها

  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ طسم} هذا ثلاثة أحرف من حروف المعجم، و الحكمة في جعلها أول السورة - والله أعلم - أن يشار إليها وإلى سائر حروف المعجم بقوله تعالى:

  (٢) {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} أي أن الكتاب الذي هو القرآن الحكيم كلام أصله هذه الأحرُف التي يتكلم بها العرب، ولعل هذا إشارة إلى أنهم عجزوا عن الإتيان بسورة من مثله مع أنهم ينطقون بهذه الأحرف في كلامهم، أو إشارة إلى أن الله تعالى أوحاه إلى عبده ورسوله ÷ كلاماً مؤلفاً من الأحرف ليس الوحي مجرد المعنى دون ما نسميه اللفظ تحقيقاً لكونه أوحاه بلفظه وحروفه، وأنه كلامه لا كلام الرسول ÷، إلا أنه ينسب إليه مجازاً لأنه هو الذي يبلغه، ويتلوه على قومه، أو إشارة إلى المعنيين، أو إليهما وإلى غيرهما فحكمة الله لا تحصى و {الْمُبِينِ} البين الواضح لأنه نزل كما يأتي في السورة هذه {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}.

  (٣) {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} في (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: قاتل نفسك ومهلكها» انتهى. وفي (الصحاح): «بخع نفسه بخعاً أي قتلها غَمًّا، قال ذو الرمة: