سورة التكوير
سورة التكوير
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ١ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ٢ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ٣ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ٤ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ٥ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} لفَّ بعضها على بعض، وفي (تفسير محمد بن القاسم ع): «والتكوير: الطرح السريع للشيء إذا طرح، فجاء لشدة طرحه متكوراً بعضه على بعض» انتهى، ذكره في (المصابيح) فلعلها - والله أعلم - اصطدام الشمس بغيرها من الكواكب، فتلتف بسبب المصادمة، وذلك إذا كانت كالحديد لا كالجبال.
  (٢) {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} تهاوت مسرعة، كقوله تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ}[الإنفطار: ٢].
  (٣) {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} وتسيير الجبال في الهواء بعد دكها فتصير غباراً تمر مر السحاب، ويحتمل: أنه تموجها عند حملها ودكها.
  (٤) {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} في (تفسير محمد بن القاسم ع): «يقول اللّه تعالى في هذه السورة للعرب وهو يخبرهم عن ذهول الناس يومئذ عما يحبون مما ينزل بهم من فادح الكرب و {الْعِشَارُ} حوامل النوق من الإبل، وهي أنفَس ما كان للعرب عندها من الأموال التي لم يكونوا في الدنيا لعجبهم بها يصيرون لها إلى إغفال» انتهى.
  وتفسير {الْعِشَارُ} بالحوامل جُمليّ، وفي (الكشاف): «وهي التي أتى على حملها عشرة أشهر» ومثله في (مفردات الراغب) و (صحاح الجوهري) إلا أن الجوهري زاد فقال: «ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع، وبعد ما تضع أيضاً» انتهى.