التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الماعون

صفحة 589 - الجزء 7

سورة الماعون

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ١ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ٢ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ٣ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ٤ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ٥ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ٦ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ٧


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} هذا توجيه للسامع ليستمع ما يقال في {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} ويقبل عليه بقلبه، والدين: هو الجزاء في الآخرة التي يجحدها المكذبون بالآخرة أو مطلقاً.

  (٢) {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} في (تفسير الإمام القاسم #): «ودَعُّه له: هو دفعه عن حقه» انتهى، فالمكذب بالآخرة يظلم اليتيم؛ لأنَّه لا يخاف النار، ولا يخاف العقاب على ظلمه؛ لغفلته عن الله وتكذيبه بالجزاء من الله.

  (٣) {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} لأنَّه لايرجو منه مكافأة ولايرجو ثواباً من الله لتكذيبه بالدين، فذلك دليل على حاجة الناس إلى الإيمان بالجزاء على البر والفجور ليصلح مجتمعهم ويسلموا التظالم، ولا يكونوا كالسباع الضارية يأكل قويها ضعيفها، فكيف يتركهم الله بلا رسول ولاكتاب كما يزعم المكذبون بالدين.

  وهو سبحانه أحكم الحاكمين قد جعل لهم عقولاً وفضلهم بها على السباع والأنعام، ولو تركهم تظالموا واستحقوا العقاب، مع أنَّه لا نذير لهم من العذاب وهو عذاب شديد، فدل ذلك على أنَّه لابد من الرسول، فقد أرسله الله وجاء بالبينات، وما بقي إلاَّ أن يؤمنوا به إيماناً صادقاً.