التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الزخرف

صفحة 379 - الجزء 6

سورة الزخرف

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  حم ١ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ٢ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ٣ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ٤ أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ٥ وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ ٦ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٧ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ


  (١ - ٣) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم ۝ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ۝ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أقسم الله بالقرآن لأن له شأناً عظيماً وهو آية من آيات الله العظمى، والباري يقسم بآياته الدالة عليه {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} معنى (مبين) بين أنه كتاب واضح، آياته ودلائله مفهومة للناس {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} إن الله الذي أنشأه جعله قرآنا عربيا بلسان العرب ليفهموه {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} تعقلون معناه وتفهمونه وتتبعونه.

  (٤) {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} {وَإِنَّهُ} أي القرآن {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} كأنها هناك في السماء نسخة من القرآن {لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ} عليٌّ له شأن رفيع لأنه حاكم ومتبع {حَكِيمٌ} لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه محكم أحكمه الباري.

  (٥) {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} بمعنى: أنه لا بد أن يأتيكم الهدى ونعرضه عليكم حتى ولو كنتم قوما مسرفين لن نترككم لأنكم مسرفون بل لا بد أن نقيم عليكم الحجة.

  (٦) {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ} أولئك الأولون المسرفون كنا نرسل إليهم الرسول لنقيم عليهم الحجة ونعرض عليهم الهدى.