سورة المسد
سورة المسد
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ١ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ٢ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ٣ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ٤ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ٥
  (١ - ٣) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} أبو لهب كان من أعمام النبي ÷، وهذه كنيته واسمه: عبدالعزى، ولكون الاسم فيه شرك لم يذكر به، وذكر بالكنية المناسبة لعذابه.
  قال الإمام القاسم #: «وتأويل {تَبَّتْ} فهو خابت وخسرت فيما رجت وقدرت» انتهى، وقوله #: فيما رجت وقدرت، أي بعملها وسعيها في جمع المال وكسب الأصحاب والموالين المؤاخين له على شركه، فقد تب سعيه هذا أي بطل ولم يفد إلاَّ الخيبة لما أمل، كقوله تعالى: {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ}[غافر: ٣٧] {وَتَبَّ} أبو لهب نفسه خاب وخسر لأنَّه كان يأمل السعادة بما جمع من المال والسلامة من المصائب، كما مر في الهمزة اللمزة، فخاب أمله؛ لأنَّه {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} وهي أكبر المصائب، فلم ينجه ماله منها، ولا ما كسب من أسباب القوة.
  (٤) {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} تبت ولم تنل بحملها للحطب ما أملت، وهي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان، وكثير من الناس يميلون مع أصهارهم لقوة العلاقة والحب بينهم، وقد قال تعالى: {أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}[البقرة: ٢٢١] فلعلها - والله أعلم - كانت هي السبب في فساد زوجها إلى حد محاربته للدين وجده في ذلك ومخالفته لطريقة أخوته.