سورة الحديد
  قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ١٤ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٥ أَلَمْ يَأْنِ
  (١٤) {يُنَادُونَهُمْ} هؤلاء المنافقون ينادون المؤمنين من خلف السور قائلين: {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} حين منعوا من الدخول معهم وأوصد الباب في وجوههم {قَالُوا بَلَى} قد كنتم مسلمين في البداية {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} فيما بعد بالنفاق {وَتَرَبَّصْتُمْ} قد كنتم تتربصون بالإسلام وجاهدين في أن يبطل ويظهر الكفر {وَارْتَبْتُمْ} شككتم في صدق الوعد والوعيد، وكنتم مترددين {وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ} كنتم تمنون نفوسكم أنكم إذا رجعتم إلى الله سوف يغفر لكم ويثيبكم من غير عمل {حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} فما بقي إلا الصدق والحقيقة {وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} الشيطان غركم بالله حولكم عن الله سبحانه.
  (١٥) {فَالْيَوْمَ} هذا يوم القيامة {لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ} أيها المنافقون {وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} كذلك لا يؤخذ منهم فدية {مَأْوَاكُمُ النَّارُ} تأوون إليها هي مستقركم ومكانكم الدائم {هِيَ مَوْلَاكُمْ} هي التي تتولاكم أرى أن المعنى هكذا يعني ما بقي لكم مولى، لأن الله تعالى لما قال: {إِنَّا نَسِينَاكُمْ}[السجدة: ١٤] يعني: أنه أهملهم وتركهم لما غضب عليهم فلم يعد هنالك من يتولاهم كما قال: {وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ}[محمد: ١١] فما بقي إلا جهنم تتولاهم، وهذا من المشاكلة مثل: {صِبْغَةَ اللَّهِ}[البقرة: ١٣٨] وقد قالوا في تفسير {هِيَ مَوْلَاكُمْ} أي هي أولى بكم وهو مستقيم {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} مصير بائس تصيرون إليه - نعوذ بالله -