سورة الضحى
سورة الضحى
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  وَالضُّحَى ١ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ٣ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ٤ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ٥ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ٦ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ٨
  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} {وَالضُّحَى} ضياء الشمس القوي حين ينبسط شعاعها على الأرض أول اليوم، وذلك وقت شروع الناس في أعمالهم لمعايشهم، فهذا الضحى نعمة ورحمة للناس يعملون فيه بنشاط إثر راحة الليل، وقبل الحر، ويلتذون في الشتاء بشعاع الشمس، فالذي جاء به رحمة لعباده ونعمة، كيف يقلي عبده المطيع له.
  {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} استحكم ظلامه، وعم الهدوء بسببه، واستراح الناس من أعمالهم وبرقادهم، من أجل هذا الليل الذي جاء به ربهم نعمة لهم ورحمة، فينعم به وبنهاره على عباده البر منهم والفاجر، فكيف يقلي عبده المطيع له كما زعم الذين كفروا.
  (٣) {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} ما تركك ترك المودع للرحيل الذي يطول غيابه {وَمَا قَلَى} وما أبغض.
  (٤) {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} فما زال راضياً عنك معداً لك خير الآخرة العظيم، ولم يزو عنك الدنيا إلا لمصلحتك؛ لأن الدنيا خيرها قليل فان.
  (٥) {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} {يُعْطِيكَ} الخير العظيم الذي يسرك ويرضيك.
  (٦) {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} فلم يودعك وأنت صغير لم تبلغ حد التكليف، فكيف يودعك وأنت ساع في طاعته.