سورة العصر
سورة العصر
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣
  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} أقسم الله تعالى بالعصر كما أقسم بـ (الفجر) (الضحى)؛ لأنها كلها آيات تدل على قادر يتصرف في الكون وجواب القسم: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} ومعنى الخسر: خسر الآخرة الذي هو فوات كل خير {قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ}[الأعراف: ٥٣] {إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الزمر: ١٥].
  (٣) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} هذا استثناء من عموم الإنسان الخاسر {آمَنُوا} بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر {وَعَمِلُوا} الأعمال {الصَّالِحَاتِ} ولم يقل الحسنات؛ لأن حسن العمل لا يكفي حتى يكون صالحاً، وصلاحه بتمامه ومطابقته للمشروع، وسلامته من مقارنة المحبطات والمفسدات، فهو كالزرع السليم من الآفات.
  {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} باتباع الحق والثبات على الحق ونصرة الحق ليحفظ ولا يضيع {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} على الحق وعلى الدفاع عنه، وعلى ما يلاقون من الشدائد فيه من أعداء الدين، وعلى ما ابتلوا به من الخوف والجوع وغير ذلك، وفيه إشارة إلى التوحد في الدين والتعاون عليه وإلاَّ لما كان للتواصي حاجة، حيث لا يهم الإنسان إلاَّ نفسه لو كان لا يجب عليه أن يهتم بأمور المسلمين.