التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الماعون

صفحة 590 - الجزء 7

  


  (٤ - ٧) {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ۝ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} لعدم صدقهم في الإيمان، فلا يأتون الصلاة إلاَّ وهم كسالى، ويبخلون بالماعون؛ لبغضهم للمهاجرين الذين جاءوا المدينة المنورة لينصروا الله ورسوله، فقال بعض المنافقين: {لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا}⁣[المنافقون: ٧] قال الإمام القاسم #: «والساهون: هم الذين عن صلاتهم ووقتها لاهون، ليس لهم عليها إقبال، ولا لهم بحدود تأديتها اشتغال، فنفوسهم عن ذكر الله بها ساهية وقلوبهم بغير ذلك فيها لاهية» انتهى.

  وقوله تعالى: {عَنْ صَلَاتِهِمْ} يفيد: قلة مبالاتهم بصلاتهم، فهم يميتونها في بعض الأوقات، مع أن صلاتهم خالية من الخشوع والإخلاص، فلذلك أضافها إليهم لنقص صلاتهم عن الصلاة المقبولة، ألا ترى إلى قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} و {الْمَاعُونَ} ما يحتاج إليه من الأدوات والآلات الَّتِي لا يضرها الاستعمال، مثل: القدر، والمغرفة، والشفرة، وكذلك الزكاة المفروضة في المال فقد صارت حقاً للفقراء.