باب المفعول المطلق
  والإعطاء عمرًا والإعطاء زيد درهما، والظنُ زيد بكرًا عالما، والإعلام زيد عمرا محمدا خير الناس، وشكرُ زيدٍ عمرًا ولعمرو، ومرور زيد بعمرو.
  وأما الجائز فإنَّه يجوز لك أن تستعمل المصدر إذا كان على هذه الصفة على ثلاثة أوجه بالألف واللام، ومنونًا، ومُضافًا. فمتى كان معه ألف ولام كما قال الشاعر:
  لقد علمت أولى المغيرة أننّي ... لَحْقتُ فلم أنكلْ عَن الضَّرْب مَسْمعَا(١)
  فنصبَ مَسْمَعَا بالضرب، ويجوز أن يكون منصوبًا بلحقتُ. أو منونًا كما قال حسان:
  فلولا رجاء النصر منك ورهبة ... عقابك قد صاروا لنا كالموارد
  فنصب عقابك برهبة رفعت به الفاعل، ونصبت به المفعول نحو قولك: الضرب زيد عمرًا يعجبني، وضرب زيد عمرًا يعجبني. وربما يحذف الفاعل للعلم به كما قال سبحانه: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ١٤ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ١٥}[البلد] تقديره: أو إطعام إنسان يتيمًا، ومتى كان المصدر مُضافًا فأعمل في أحدهما لفظًا، وفي الآخر تقديرا، وكُنتَ مخيرًا في إضافته إلى الفاعل ونصب المفعول مثل: عجبتُ من ضرب زيد عمرًا، وتضيفه إلى المفعول، وترفع الفاعل مثل: عجبتُ من ضرب عمرو زيد. فإن اتبعت المجرور بالإضافة تابعًا من نعت، أو تأكيد، أو عطف، أو بدل كُنتَ مخيرًا إن شئت اتبعته على لفظه مجرورًا، مثل قولك: عجبتُ من ضرب زيد الظريف نفسه أخيك وعمرو وخالد، وإن شئت اتبعته على المعنى مرفوعًا إن كان فاعلاً ومنصوبًا إن كان مفعولاً مثالهما: عجبتُ من ضرب زيد الظريف نفسه أخوك وعمرو وخالدًا، وعجبتُ من ضرب عمرو الظريف نفسه أخاك وزيدًا خالد، ويجوز تذكير الويل، وتأنيثه وفي القرآن {يَا وَيْلَتَا}[الأنبياء: ١٤]،
(١) البيت للمرار الأسدي، انظر: الكتاب: ١/ ٩٩.