باب المفعول معه
  فصل: أما ما المفعول معه؟ فهو كل اسم ذكر بعد الواو للبيان عن مصاحبة الشيء ومقارنته، مثل: استوى الماء والخشبة، وجاء البرد والطيالسة، وخُلّي زيد، ورأيه، وكنت وزيدًا كالأخوين، قال الشاعر:
  كنت وإيَّاها كحران لم يقف ... عن الماء إذ لاقاه حتّى تقدّرا(١)
  وقال آخر: (طويل)
  فآليت لا أنفك أحذو قصيدة ... أكون وإيَّاها بِها مثلاً بعدي(٢)
  وقال آخر: (طويل)
  فلا تدع سعدًا للقيراع وخلها ... إذا أمنت ونعتها البلد القفرا(٣)
  والتقدير استوى الماء مع الخشبة. ومنهم من يقدر بالباء فيقول: بالخشبة لأن الباء معناها إلصاق الشيء بالشيء، ومعنى مع المقاربة، والمعنيان يتناوبان، فإذا لم يكن للباء معنى لم يجز التقدير بها مثل: جاء البرد مع الطيالسة، وخلي بزيد مع رأيه، وكنتُ مع زيدٍ كالأخوين وخل سعيدًا مع نعتها. ولا يجوز جاء البرد بالطيالسة، ولا خُلي زيد برأيه.
  فصل: وشرائطه أربع أن تُحذف مع ويُقام الواو مقامها، وينقل إعراب الاسم من الجر إلى النصب، وأن يكون العامل فيه فعلاً لا معنى فعل، فإذا قلت: جاء زيد وعمرًا، فقد استكمل الشرائط لأن العامل فيه جاء، وهو - وإن كان لازمًا - فقد قوي بالواو فنصب عمرًا، كما أن اللازم يقوى في باب الاستثناء بإلا فينصب الاسم الذي بعدها. فهذا الشرط الثاني أنك قد حذفت مع، والثالث: أنك قد أقمت الواو مقامها، والرابع: أنك قد نقلت إعراب عمرو بعد أن كان مجرورًا؛ في مثل: جاء زيد مع عمرو من الجر إلى النصب، فقلت: جاء زيد وعمرًا، وهذا أصل مُستمر في كل مجرور سقط منه الجار، فإنه ينصب ويتعدى إليه الفعل بنفسه قال عدي بن زيد: (رمل)
(١) البيت لم أهتد لقائله.
(٢) البيت لم أهتد لقائله.
(٣) البيت منسوب لذي الرمة، انظر: الكتاب: ١/ ٤٢٨.