باب المفعول معه
  كبشي أني بكم مُرتهنّ ... غير ما أكذب نفسي وأساري
  أجل إن الله قد فضلكم ... فوق من أحكاً صلبًا بإزارِ(١)
  أراد من أجل فحذفَ مِن ونَصَبَ على الأصل ومثله قول الآخر: (طويل)
  لَهَا لغَطٌ جُنْحَ الظَّلام كأنَّه ... عجارِيفُ غَيْثٍ رائح متهزم(٢)
  أراد في جنح، ومثله قول زميل: (طويل)
  وقلب جلَتْ عَنْهُ الشَّؤونَ وإن تشأ ... يُخبرك ظَهرَ الغَيهِمَا أَنْتَ فَاعِلُ(٣)
  وكثيرا ما كان يجيب الخليل | بنزع الخافض، وفي التنزيل: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ}[البينة: ١]، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}[البينة: ٦]، قدره بعض النحويين مع المُشركين إذ لا يجوز كفروا من أهل الكتاب ومن المشركين لأنهم كلهم كفار، ومن مع أهل الكتاب بمعنى التبعيض، ومثله: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ}[سبأ: ١٠]، قال نابغة بني جعدة: (طويل)
  وما قُلتُ حتى نال شتم عشيرتي ... نُفيل بن عمرو والوحيد وجَعْفَرا(٤)
  أي: مع جعفر.
  فصل: وأما على كم ينقسم؟ فهو ينقسم على أربعة أضرب: ضرب لا يجوز فيه إلا النصب لوجود العامل، وذلك نحو قولك: جاء البرد والطيالسة، أي: معها، وأصل هذه الواو العطف.
  والضربُ الثاني: لا يجوز فيه إلا الرفع؛ لعدم العامل وعدم الدليل عليه، وذلك نحو قولهم: كل إنسان ورأيه، وكل إنسان وصنعته، يرفع الرأي والصنعة عطفًا
(١) انظر: ديوان عدي: ٩٤.
(٢) البيت لعمرو بن أحمر الباهلي، انظر: شرح ديوان الحماسة للمرزوقي: ٤/ ١٧٢١.
(٣) انظر: ديوان الحماسة للمرزوقي: جـ ٢، ٣/ ١٣٢٦.
(٤) البيت في ديوانه: ٧٥.