كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الجر

صفحة 175 - الجزء 1

  تعالى: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ١٠} جزم أكن عطفًا على موضع الفاء في قوله: فأصدق، فافهم ذلك وقس عليه.

  هذا آخر المنصوبات.

بَابُ الجَر

  وفيه ستة أسئلة: ما الجر؟ وكم علاماته؟ وبِمَ يكون؟ وعلى كم تنقسم أدواته؟ وما معانيها؟ وما أحكامها؟

  فصل: أما ما الجر؟ فهو ما جلبه عامل الجر كما قال طاهر بن أحمد، وقيل له جر لوجهين: أحدهما: أن عامله يجر الأسماء بمعنى يخفضها وسواء قلت: جر، أم خفض، والوجه الثاني: أن عامله يجر معاني الأفعال إلى الأسماء فسمي جرا باسم فعل العامل، لأن العرب تُسمي الشيء باسم الفعل والصفة استحقاقا كما قيل الله: عدل والعدلُ صفته، وقيل في الشاهد: عدل والعدل فعله، وكذلك أيضًا يسمون الشيء باسم ما هو فيه من مكان أو زمان فالمكان نحو قولهم: النجو نجو الإنسان غائط، والغائط: الموضع المنخفض، وقالوا عذرة، والعذرة ما حوالي الدار والزمان، مثل قولهم: نهارك بطال، وليلك نائم، فسموا النهار بطالاً لأن البطالة تقع فيه، وقالوا: الليل نائم لأن النوم يقعُ فيه، ومثله قول الله تعالى: {فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ٣٧}⁣[يس].

  فصل: وأمَّا كم علامات الجر؟ فثلاث: الكسرة، والفتحة، والياء.

  فالكسرة تكون في ثلاثة أنواع أحدها: الأسماء المفردة الصحيحة المنصرفة، نحو قولك: مررتُ بزيد وهند ورجل وامرأة. والثاني: جمع المؤنث السالم مثل: مررتُ بالزينبات والمسلمات والصحراواتِ والجبليات. والثالث: الجمع الكسر الصحيح المنصرف للمؤنث والمذكر، مثل: مررتُ بالرجال، وعجبتُ من الفواطم. والفتحة فيما لا ينصرف إذا كان صحيح الآخر، مثل: مررتُ بإبراهيم وإسماعيل