باب الجر
  الفقيه السيد يحيى بن الحسين - رحمة الله عليه - في بيت واحد فقال: (خفيف)
  سائلي عن علا هي اسم وفعل ... وهي الأصل المقدم حرفُ
  من عليه غدا على رأسهِ ... تاجٌ عَلا فهو لا يدانيه وصف
  ومع تكون اسما إذا تحركت عينها؛ نحو قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}[النحل]، و {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٢٠]، قال امرؤ القيس: (طويل)
  مِكَرٌ مِفَرٌ مُقْبِل مُدْبِر مَعَا ... كَجُلْمُودٍ صَخْرٍ حَطهُ السَّيْل مِن عَل(١)
  فدخله التنوين. وتكون حرفًا إذا سكنت عينها؛ نحو قول الشاعر: (وافر)
  رياشي عنكُم وَهَوايَ مَعْكم ... وإنْ كانت زيارتكم لماما(٢)
  ومذ ومنذ إذا رفعت ما بعدهما كانا، ظرفين مثل ما رأيته مذ شهران، ومنذ شهران، وإذا جرَّت بهما كانا، حرفين، وقد مثل وكاف التشبيه إذا دخلت على مثل نحو قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١]، أو على كاف أخرى نحو قول الشاعر: (رجز)
  وصاليات ككَما يؤثفين
  كانت حرفًا، ومتى لم تدخل على أحدهما كانت اسمًا يحكم عليه بالرفع والنصب والجر، مثال الجميع ما جاءني أحدٌ، كزيد وما رأيت أحدًا كزيد، وما مررتُ بأحد كزيد، وهذا مذهب سيبويه. وربما جوز بعضُهم دخولها زائدة في غير الموضعين فلا يكون لها محلّ من الإعراب، نحو قول الشاعر وهو المازني: (كامل)
  من كان أسرع في تفرق فالج ... فلبونه رملت معا وأغدَّتِ ثم قال: (كامل)
  إلا كناشرة الذي ضيعْتُمُ ... كالغصن في غُلوائه المتنبت(٣)
(١) البيت لامرئ القيس انظر: ديوانه: ١٩.
(٢) البيت للراعي النميري انظر: الكتاب: ٢/ ٤٥.
(٣) البيتان لعنتر بن دجاجة المازني انظر: الكتاب: ١/ ٣٦٨.