باب الإضافة
  الأخص إذا كان أعظم الأشياء، ومعنى القسم: التعظيم.
  ولام التعجب وألف الاستفهام، وهاء التنبيه نائبة مناب التاء، ولا يجوز أن تقول هي عوض عوض من التاء لأن التاء عوض من الواو، ولا يعوض من العوض، وكذلك التاء لا يقال هي بدل من الواو، إذ لا يجوز البدل من البدل كما لا توصف الصفة، ولا يُعطف على العطف وربما أقسموا بغير حرف قسم، فقالوا: الله لأفعلن، فمنهم من يجر القسم به على إضمار الحرف ولا يضمر حرف الجر إلا في هذا الموضع وفي قولهم: بكم درهم اشتريت ثوبك فالتقدير: تالله لأفعلن، وبكم من درهم اشتريت ثوبك ومنهم من ينصب وهو الأصل المعروف والطريق المسلوك، وذلك أن كل حرف جر سقط كان المجرور مع حذفه منصوبًا، نحو قولهم: جئتُ وزيدًا لَمَّا سقطت مع نصبت لأن أصل كل جار ومجرور النصب. فافهم ذلك.
بابُ الْإِضَافَةِ
  وفيه ثلاثة أسئلة: ما الإضافة؟ وعلى كم تنقسم؟ وما أحكامها؟
  فصل: أما ما الإضافة؟ فهي إضافتك النكرة إلى المعرفة لتعرف بها غالبًا، أو النكرة إلى النكرة لتخصص بالإضافة إليها، مثال الأول: هذا غُلامك، وغُلام زيد، وغُلام هذا، وغلام الرجل، ومثال الثاني قولك: هذا غُلامُ سفر، وثوب خز. ومعنى الإضافة: الجمع، وشبهوه - أعني المضاف - بالضيف مضاف إلى صاحب المنزل فعرف به. ولا يُضاف إلا الأسماء، ولا يُضاف إلا إلى الأسماء غالبًا. فالأول يتعرف بالثاني، والثاني ينجر بالأول، وقد مثل ذلك كله.
  فصل: وأما على كم تنقسم الإضافة؟ فهي تنقسم على وجهين: محضة وغير محضة في المحضة قولان: أحدهما: أن كل إضافة قدرت باللام من نحو: غُلام زيد، وسرجُ الدابة، فهي المحضة؛ لأن المعنى غُلام لزيدٍ، وسرج للدابة، وحجة هذا القائل أنَّ المضاف إليه بمعنى الحرف. وأصل الإضافة التمليك، وليس في الحروف حرف معناه التمليك إلا اللام فما قدرته من الإضافات باللام فهي المحضة؛ لاتفاق