باب العطف
  فللمتصلة ثلاث شرائط: تأتي معادلة لهمزة الاستفهام. نحو: أزيد عندك أم عمرو؟ والثانية أن تكون مقدرة بأي فإذا قال: أعندك زيدٌ أم عمرو؟ فالمعنى أيهما عندك، والثالثة: أن يكون جوابها معينًا، لأنه لا يستفهم بها إلا من قد صح عنده العلم بأحد الشيئين، تقول: أخاك أزيد، أم عمرو؟ فيقول المُجيب: زيد، أو يقول: عمرو، أو يدخل بل فيقول: بل زيد ولو قلت: أعندك زيد أم عمرو؟ فقال: نعم أو لا، لم يكن مجيبًا بشيء. والمنقطعة هي التي لا يكون لا بعد استفهام فلا تقتضي تعيين شخص، وتكون بمعنى بل مثل قولهم: إنَّها لا بل أم شاء المعنى بل أهي شاء، فتقول: نعم، أو تقول: لا، ويكون الكلام معها مُنقطعًا مِمَّا قبلها، قال الله تعالى: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ}[الزخرف: ٥٢] أراد أنا خير من هذا. وقال الأخطل: (كامل)
  غرتك عينك أم رأيت بواسط ... غَلَس الظلام من الرباب خيالاً(١)
  ومعنى أو الشك تارة، والإباحة تارة، والتخيير تارة، والإبهام تارة. مثال الشك قولك: رأيتُ شخصًا رجلاً وامرأة، ومثال التخيير كل السمك أو اشرب اللبن. وخذ السلعة أو الدينار فله أن يفعل واحدًا، وعليه أن يترك الآخر. وأكثر ما يكون ذلك في الأوامر. مثال الإباحة سافر برا أو بحرًا، وتعلم نحوا أو فقها. ومثال الإبهام، قولك: بيتي في الكوفة، أو في البصرة، وقد علمت أين بيتك منهما، وإنما أردت الإبهام ومثله: في يدي دينار أو درهم، قال لبيد بن ربيعة: (كامل)
  تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر(٢)
  وقد علم أنَّه مِنْ ربيعة لكن أبهم. فإذا وقعت أو بعد استفهام، مثل: أخوك زيد أو عمرو؟ كان الجواب مبهما بنعم أو لا؛ لأن معنى السؤال: أخوك أحد اثنين زيد أو عمرو، فتقول: نعم، أو تقول: لا. ومعنى إما كمعنى أو في الشك، والتخيير،
(١) انظر: ديوانه: ٤١.
(٢) انظر: ديوانه: ٢١٣.