باب الاسم المبهم
  له هذه التسمية من قولهم فرس بهيم - وهو الذي ليس فيه علامة تخالف سائر لونه -
  فصل: وهو ينقسم على ثلاثة أضرب منه يكون إشارة إلى الواحد المذكر وتثنيته نحو هذا، وهذان وضربٌ للمؤنث وتثنيته نحو هاتا، وهاتان. وضرب لجمع المذكر والمؤنث جميعًا نحو: هؤلاء. وفي المؤنث المفرد خمس لغات: هذه وهاتا وهذي وتلك وهاتيك بكسر التاء، قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي}[يوسف: ١٠٨]. قال الشاعر(١) في هاتا: (رجز)
  فإن عثرت بعدها إن والت ... نفسي من هاتا فقولا: لَعَا
  وقال المتنبي في هذي: (الكامل)
  هذي برزت لنا فهجت رسيسا ... ثم انثنيت وما شفيت نسيسا(٢)
  وقال كشاجم(٣) في تيك:
  بكران لكن لهذه مائة ... وتيك ثنتان واثنتا عشرة
  وقال تعالى في تلك: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ}[البقرة: ١٣٤]، ولا يجوز في المؤنث ذيك، ولا تيك بفتح التاء، كما تقول العامة. وفي تثنية المذكر والمؤنث لُغتان: التشديد والتخفيف، وقد قُرئ {فَذَانِكَ}[القصص: ٣٢]، و {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}[طه: ٦٣]، وما أشبه ذلك بالوجهين جميعًا وكذلك هؤلاء فيه أربع لغات: القصر، والمد والتشديد والتخفيف، فمن قصر وقف عليه بألف ساكنة. ومن مد بناه على الكسر، لالتقاء الساكنين وهما: الألف والهمزة، وبالوجهين قُرئ:
(١) البيت لابن دريد: انظر: مقصورته ص ١١٩.
(٢) شرح ديوان المتنبي للبرقوقي ج ١، ص ٥٢.
(٣) كشاجم: هو محمود بن الحسين بن السندي بن الشاهك، ويقال له كشاجم لأنه كان كاتبًا وشاعرًا أديبا جامعًا منجمًا فأخذ من كل صفة حرف أولها فصارت كشاجم (في خدمة سيف الدولة) توفي سنة ٣٥٠ هـ، وقيل سنة ٣٦٠ هـ، والبيت في ديوانه ٧٣.