باب البدل
  مجموعا، ولا مؤننا مذكرًا، ويمتنع توكيد النكرة نحو قولك: أكلتُ رغيفا كله؛ لأن النكرة لم يثبت لها عين فتؤكد ولأن التوكيد معرفة فلا يتبع النكرات ولا يجوز أن تؤكد بأكتع إلا بعد أجمع وأبصع بعد أكتع كما قدمنا. وقد تكون النفس، والعين، والكل أسماء غير توكيد نحو قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران: ٢٨]، {وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ}[المائدة: ٤٥]، {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ٩٥}[مريم] فمتى أضيف كلا وكلتا إلى مضمر رفعتهما بالألف ونصبتهما وجررتهما بالياء كسائر الأسماء المبنيات نحو قولك: جاءني الرجلان كلاهما، ورأيتُهما كليهما، ومررتُ بهما كليهما. وجاءتني المرأتان كلتاهما، ورأيتهما كلتيهما، ومررتُ بهما كلتيهما. ومَتَى أضفتهما إلى ظاهر كان حُكمُهما حكم المقصور المفرد في الإضافة تقول: جاءني كلا الرجلين ورأيتُ كلتا المرأتين. قال الله تعالى: {جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ}[الكهف: ٣٢]، ثم قال: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ}[الكهف: ٣٣] لا يجوز غيرُه ومتى أكدت بأجمع وأكتع وأبصع، وجمعاء، كتعاء، بصعاء، وجمع، كتع، وبصع، فالثلاثة الأول للمذكر المفرد والتي تليها للمؤنث المفرد والثلاثة الأخر للمؤنث المجموع امتنع جرها وتنوينها لأنها لا تتصرف لأن أجمع ونحوه معرفة بوزن أفعل، وجمعاء ونحوها وجمع ونحوهن معارف مؤنثات فلم يجز صرف شيء من ذلك لاجتماع العلتين المانعتين من الصرف فافهم ذلك وبالله التوفيق.
بَابُ البَدَل
  وفيه ثلاثة أسئلة ما البدل؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟
  فصل: أما ما البدل؟ فهو: إعلام السامع لمجموعي الاسم من غير أن تنوي بالأول الطرح - عند سيبويه - روى ذلك أبو الحسن طاهر بن أحمد وعلة ذلك أن معنى البدل البيان عند الجمع فلا يجوز أن يطرح المبين لأن السامع به منفردًا أغنى منه بالبدل منفردًا ولمن يكون البيان إذًا.