كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الفعل

صفحة 23 - الجزء 1

باب الفعل

  ويسأل فيه عن خمسة أسئلة ما الفعل؟ ولم سُمي فعلاً؟ وما علاماته؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟

  فصل: أما ما الفعل؟ فهو ما دل على زمان لمختص وتضمن ضمير المرفوع، وهذا حد جامع؛ لأنك تقول: كل فعل يدل على زمان مختص ويتضمن الضمير وكل ما دل على زمان مختص وتضمن الضمير فهو فعل مثل: فعل وهو يفعل وسيفعل فإن قيل: ما تصنع بالحرف والظرف، وهما يتضمنان الضمير إذا وقعا صفة أو صلة، أو حالاً، أو خبرًا، قلت إنهما تضمنا الضمير لنيابتهما عن الفعل. وفي ذلك أيضًا خلاف. وكذلك اسم الفاعل والمفعول يتضمنان الضمائر إذا جريا صفة أو خبرًا أو حالاً، أو صلة بحق المشابهة للفعل من جهة الاشتقاق. فأما المستعمل من كلام النحويين: الفعل ما دل على حدث وزمان. فإن ذلك اتساع لما كان هو الأكثر، والتحقيق مثل ما ذكرت لك لأن كان وأخواتها وما تصرف منها، وما حُمِلَ عليها، والأفعال الستة التي لا تتصرف لا تدل على الحدث.

  فصل: وسُمي فعلاً؛ لأنه لفظ يُعبر به عن جميع الأفعال الأحداث لاشتراك المتضادات فيه، ألا ترى أن القائل يقول: قام زيد فنقول: فعل، وتقول: قعد، فنقول: فعل. ومثله خرجَ ودخل إلى غير ذلك من مختلفات الأفعال. فصارت تسمية جامعة، قال الله ø: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ}⁣[الأنبياء: ٢٣]. ولو جئت بغير هذه الأحرف أعني الفاء والعين واللام، عبارة عن الفعلين المتضادين لاختل عليك هذا الأصل، ولم يطرد ذلك القياس. فأما قول طاهر بن أحمد: لأنه لفظ توزن به جميع الأفعال، ويُعبر به فاتساع أيضًا؛ لأن الأسماء توزن كالأفعال.

  فصل: وعلامات الفعل أربع عشرة علامة من أوله سبع وهي قد مثل: قد فعل، ولو، نحو: لو فعل، والسين مثل: سيفعل، وسوف، مثل: سوف يفعل، وحروف الجزم، مثل: لم يفعل.

  والحروف الناصبة له مثل أريد أن تفعل ولن يفعل. وحروف المضارعة: