باب الفعل
  وهي: الياء، والتاء، والنون، والألف ومن آخره ثلاث اتصال الضمير المرفوع به مثل: فعلا وفعلوا، ونونا التأكيد الخفيفة والثقيلة مثلا: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ٣٢}[يوسف]، ومن جملته ثلاث كونه أمرًا، مثل: قم، وليقم زيد، أو نهيا، مثل: لا تقم، ومتصرفًا مثل: قام يقوم، ومن معناه واحدة وهي كونه خبرًا ولا يُخبر عنه.
  فصل: وهو ينقسم على ثلاثة أقسام: ماض، ومُستقبل، وفي الحال. وهذه قسمة صحيحة؛ لأن الفعل لا يقعُ إلا في زمان والأزمنة ثلاثة قال الله تعالى: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا}[مريم: ٦٤] فدل على زمان المستقبل ثم قال: {وَمَا خَلْفَنَا} فدل على زمان الماضي، ثم قال: {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ}، فدل على زمان الحال. ويوضح ذلك أن الفعل حركات الفاعلين والزمان حركات الفلك.
  فالماضي ينقسم على ثلاثة ماض في اللفظ والمعنى، مثل: قام زيد وقعد عمرو. وماض في اللفظ دون المعنى مثل: إن قمتَ قمتُ غدًا؛ فلفظه لفظ المضي، ومعناه الاستقبال، وماض في المعنى دون اللفظ مثل: لم يقم ولما يقم أمس. فلفظه لفظ المستقبل ومعناه المضي.
  والمستقبل أيضًا على ثلاثة أضرب مستقبل في اللفظ والمعنى، وفي اللفظ دون المعنى، وفي المعنى دون اللفظ، وخذ تمثيله من قسمة الماضي آنفًا. فأما فعل الحال فلا ينقسم لأنه حد ما بين الزمانين، ولا يصح نفيه لعلل منها: أنه هو الأصل الذي انفصل عنه الماضي وتفرع منه المستقبل، والأصل لا يجوز اطراحه. ومنها أن النفي والإيجاب أصلان في الأفعال، وقد وجدنا حرفًا لنفي الماضي وهو لم مثل: لَمْ يَقُمْ أمس. وحرفًا لنفي المستقبل وهو لن مثل: لن يقوم غدًا، وحرفًا لنفي الحال وهو ما نحو أن يقول قائل: زيد يدرس الآن، ويأكل الآن فتقول: ما هو يدرس، وما هو يأكل. ومنها العلة التي قدمنا وهي أن الأفعال تدلُّ على ثلاثة أزمنة، كل فعل يدل على زمان مخصوص؛ لأنها إنما جاءت دلالة على الزمان، والحدث غالبًا، فقد