كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب العدد

صفحة 245 - الجزء 1

  ذلك آحاد المئين، وآحاد الألوف. وتقع على العقود من عشرين إلى تسعين. وكل ذلك مستخرج من التمييز فإن قال: عندي من كذا رجلاً فأقله ثلاثة وأكثره عشرة، وكذلك لو قال: عندي كذا مائين وآلافًا، فإن قال: عندي كذا درهما، أو رجلاً، وميزه بواحد وقع على العقود فأقله عشرون، وأكثره تسعون.

  وأما كذا كذا فهي تقع على المركب من أحد عشر إلى تسعة عشر تقول: عندي كذا كذا ردهما. أقله أحد عشر وأكثره تسعة عشرة.

  وأما كذا وكذا، فيقع على المعطوف من واحد وعشرين إلى تسعة وتسعين فإذا قال عندي كذا، وكذا درهما أو مائة أو ألفًا، احتمل أن يكون واحدًا وعشرين أو تسعة وتسعين، أو ما بينهما.

  وأما كأين فتقع على القليل والكثير تقول: كأين من رجلٍ لقيني، وكأين من قرية فتح الأمير، ولا بدَّ معها من (من) قال الله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا}⁣[العنكبوت: ٦٠]، {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ}⁣[آل عمران: ١٤٦] أي كثير من الأنبياء والدواب ويجوز أن تخففها فتقول: كأين قال الشاعر: (طويل)

  وكأين تَرَى مِنْ صامت لك مُعْجَبٍ ... زيادته أو نقضه في التكلم⁣(⁣١)

  وأمَّا كم: فَلَا تقع إلا كناية عن عدد كثير تقول: كم غُلام ملكت؟ وكم ثوب إِلَّا لبست؟ ولا سيما في الأخبار لأنها نقيضة رب. وربَّ للتقليل. وقد تقع سؤالاً لا خبرًا مثل: كم مالك؟ وكم دراهمك؟ فإذا وقعت خبرًا جررت ما بعدها بتقدير من أي كم من رجل لقيني، وإذا وقعت استفهاما نصبت ما بعدها على التمييز إن كان نكرة ورفعته على الابتداء إن كان معرفة تقول: كم رجلاً لقيك؟ وكم إبلك؟ وربما جروا ما بعدها في الاستفهام ونصبوا في الخبر، وشبهوا بعضها ببعض. فقالوا كم رجل لقيك يا فلان؟ أي كم من رجل وكم من رجلاً لقيني؟ فإن وقع فصل لم يكن إلا النصب غالبًا مثل كم اليوم رجلاً لقيني، وكم اليوم غُلامًا لقيك. ولو قلت كم


(١) البيت لبشر بن منقذ انظر البيان والتبيين: ١/ ١٧٠.