باب التاريخ
  رجل بالرفع كان التقدير: كم مرة رجل. ويروى بيت الفرزدق: (كامل)
  كم عمة لك يا جرير وخالة ... فَدْعَاءَ قَدْ جَلَبَتْ عَلَيَّ عِشَارِي(١)
  عَمَّةٌ، وعَمَّةً، وعمَّةٍ، وقلنا غالبًا احترازًا من مثل قول أبي الأسود: (الرمل)
  كم بجودٍ مُقرف نَالَ العُلا ... وشريف بخْلُهُ قَدْ وضَعه(٢)
  ويروى مقرفًا.
  وقد يُحكم على كم تارة بالرفع وتارة بالنصب، وتارة بالجر فإذا قلت: كم رجل لقيني كانت في موضع رفع مبتدأ، أو فاعلاً على حسب الخلاف، وإن قلت: كم رجل لقيتُ كانت مفعولة في موضع نص بلقيتُ. وإن قلت بكم درهم اشتريت ثوبك؟ كانت مجرورة الموضع بالباء.
باب التاريخ
  وفيه ثلاثة أسئلة ما التاريخ؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟
  فصل: أما ما التاريخ؟ فهو تعيين الوقت الذي يقع فيه الأمر الموجب للتاريخ، وهو يكون بالليالي دون الأيام؛ لأن أول الشهر ليلة. وأول السنة ليلة. والليل في الخلق أسبق من النهار؛ لأن الجو في أصله مظلم حتى فتقه الله بالشمس وسائر الأنوار، أغربت أو غم عليه، رجع إلى أصله، ومن أرخ بالنهار أبطل من الشهر ليلة فيجب أن يكتب الكاتب في كتابه وقع ذلك كذلك ضحوة نهار كذا أو نصف نهار كذا، أو طلوع الشمس من يوم كذا، أو غروب الشمس، أو وقت الظهر، أو صلاة العصر، أو غير ذلك من الساعات ثم يقول: لليلة خلت أو لليال خلون من شهر كذا أول شهور سنة كذا، أو آخر شهور كذا، أو من شهور سنة كذا، أو كذا وكذا. وإن شاء كتب وقع ذلك أو وافق الفراغ من ذلك أو كتبت ذلك أو كان ذلك كذلك، أو وقعت الشهادة على ذلك. وإن شاء قال: سنة كذا فشاع في شهور السنة. وإن شاء
(١) انظر: شرح ديوان الفرزدق للصاوي / ٤٥١، والكتاب: ١/ ٢٩٢.
(٢) انظر المقتضب: ٣/ ٦١، وشرح المفصل: ٤/ ١٣٢.