كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب التاريخ

صفحة 247 - الجزء 1

  قال: شهرُ كذا فشاع في أيام الشهر أو قال في يوم كذا فشاع في ساعات اليوم، أو قال في الأولى أو الثانية أو الثالثة إلى الثانية عشرة ساعة، وكذلك الساعة ثلاثة وجوه، والوجه عشر درج والدرجة دقائق والدقيقة شعائر والشعيرة ثوان، والثانية ثوالث، وربما كتب الكاتب إذا احتاج إلى ذلك في الثالثة الأولى من ثوالث الثانية الأولى من ثواني الشعيرة الثانية من شعائر الدقيقة الثالثة من دقائق الدرجة الرابعة من درج الوجه الأول، أو الثاني أو الثالث من وجوه الساعة الخامسة من ساعات يوم الجمعة لست ليال خلون من شهر المحرم أول شهور سنة إحدى وثمانين وخمسمائة من سني هجرة رسول الله ÷.

  فصل والتاريخ على ضربين تاريخ النحويين وتاريخ اللغويين. فالنحوي أقيس، واللغوي أوسع. وذلك أن النحويين يقولون لليلة خلت ولعشر خلونَ ولعشرين ليلة خلت، ولتسع وعشرين ليلة خلت من شهر كذا، ولا يقولون بقيت ولا بقين لأنهم لا يدرون أينصرمُ الشهر من ثلاثين ليلة أو عن تسع وعشرين ليلة فيكونون قد حكموا على مجهول. ولذلك قُلنا: إن قولهم أقيس.

  واللغويون يقولون لليلة خَلَت ولعشر خَلَون ولثلاث عشرة ليلة خلت وللنصف من شهر كذا في يوم أربعة عشر وخمسة عشر. ثم يقولون لأربع عشرة ليلة بقيت ولاثنتي عشرة ليلة بقيت ولعشر بقين. ولثلاث بقين ولليلة بقيت وعليه أكثر الكتاب. ولذلك قلنا: إنَّه أوسع ويكتب عند انقضاء الشهر لسلخ شهر كذا، أو منسلخ شهر كذا، وبعد ذلك غرة شهر كذا، أو مدخل شهر كذا، وكذلك غرة السنة أو منسلخها.

  فصل: وأحكام التاريخ ثلاثة: واجب، وجائز، وممتنع.

  فالواجب: أنَّك إن كتبت لليلة أو لإحدى عشرة ليلة، أو لتسع وعشرين ليلة قلت خلت أو مضت أو بقين، ولم تقل: خلون، ولا مضين؛ لأنك تصف ليلة ولا توصف بجميع. وإن قلت: لثلاث ليال، أو عشر ليال قلت: خلون أو مضين، أو بقين على الوجهين، ولم تقل بقين ولا خلت لأنك تصف جمع ليال، والجمع لا