باب تأكيد الفعل
  تضربان يا زيدان؟ ويا هندان وجئت بنون شديدة للعلة التي قدمنا. وإن كان الجماعة نساء كان أيضًا ما قبل النون ساكنًا فقلت: أتضربنان يا نساء؟ وجئت بألف فصل لتفرق بين النونات الثلاث.
  وأما المعتل: فإنَّه ثلاثة أنواع معتل بالألف؛ مثل: يخشى، ومعتل بالواو مثل: يغزو، ومعتل بالياء مثل يرمي ومتى أكدت فعل الواحد المذكر أو الاثنين، أو فعل جماعة المؤنث وكان اعتلاله بالواو أو الياء، رددت إليه حرف العلة فقلت: ارمين يا زيد، واغزون وارميان يا زيدان واغزوان واغزونان، وارمينان يا نساء، وإن كان هذا الفعل لجماعة مذكرين، أو لواحد مؤنث على لفظه، ولم يرد إليه شيئًا قلت: ارمن يا رجال، واغزن وارمن يا مرأة واغزن ومتى كان مُعتلاً بالألف رددتها في كل موضع إلا مع فعل جماعة المذكر وقلبتها ياءً وتركت الفتحة التي قبلها تدل عليها. فقلت يا زيد اخشين الله و يا زيدان اخشيان، الله و يا هندان، اخشيانه ويا هند اخشين الله، ويا نساء اخشيانه. فإذا صرت إلى فعل جماعة المذكر حذفت الألف لالتقاء الساكنين. وهما: ألف، العلة، وواو الضمير، وأبقيت الفتحة على الشين تدل على الألف المحذوفة، فقلت: يا رجال اخشون الله وارضونَ، بالقليل، ولا يجوز أن تقول: اخشن الله، وتحذف الواو لأنك لو حذفتها لأبقيت الضمة على الشين تدل عليها ولم يبق دليل على حذف الألف وذلك غير جائز؛ لأن الألف لا تُحذف في كلام العرب إلا وعليها دليل سواء حُذفت لواو أو ياء؛ قال الله تعالى: {لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ}[ص: ٤٧]، وقال: {جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}[آل عمران: ١٧٣]، ولا كذلك الباقي في قولك: ارمن يا رجال؛ لأن أصله ارميون فوقعت الياء بين واو، وكسرة فسقطت وذلك أصل مستمر. وبقيت الكسرة تدل عليها ثم لم يكن من واو الضمير والواو لا تكون مع الكسرة فنقلت الكسرة إلى الضمة. لتصح الواو ثم التقى ساكنان، وهما: الواو والنون الخفيفة، أو النون المدغمة في النون الشديدة؛ لأن المضعف من حرفين ولا يدغم إلا ساكن ولا يدغم إلا في متحرك. فلما التقى ساكنان انحذفت الواو لأن على حذفها دليلاً وهي الضمة فقلت: يا رجال ارْمُنَّ