باب استعمال الفعل المعتل مع الضمير
  الضمير وتقول في الماضي: دعا، ورمى، فتقلب الواو والياء ألفًا لانفتاح ما قبلهما. وتقول في الأمر: ادع، وارم، فتحذف حرف العلة. فقد صار للفعل المعتل ثلاثة أحكام في ثلاثة أحوال: إبقاء على الأصل، وقلب وحذف، ولا يحدث فيه اتصال الضمير المستتر شيئًا فإن استعملته مع ضمير مثنى قُلت: يدعوان ويرميان. وفي الماضي: دعوا ورميا. قال الله تعالى: {لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ}[الكهف: ٧٤]، وقال: {دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا}[الأعراف: ١٨٩] فإن أمرت قُلت: ادعوا، وارميا. ولم تقل: ادعيا، ولا قد دَعيًا فيكون من لحن العامة. وهذا الفعل له حكم واحد في ثلاث حالات وهو إبقاء الواو والياء على أصلهما في المضي والاستقبال والأمر وسواء كان لمذكرين أو لمؤنثين وإن كان الفعل لجماعة مذكر حذفت حرف العلة على كل حال في المضي والاستقبال والأمر لالتقاء الساكنين وهما حرف العلة وواو الضمير وألحقت الفعل ضمير الفاعل واوا مفتوحًا ما قبلها في الماضي دليلاً على ألف دعا ورمى، ومضمومًا ما قبلها في المستقبل مع الخبر والأمر فقلت في الماضي: دعوا، ورموا. قال تعالى: {دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[يونس: ٢٢] وقال: {وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}[الحج: ٤١] وقلت في المستقبل: يدعون ويرمون. قال تعالى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}[الأنعام: ٥٢]، وقال تعالى: {يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ}[النور: ٤، ٢٣] والأصل يدعون، ويرميون، وتقول في الأمر: الأمر: ادعُوا، وارمُوا، تُضم أبدًا ما قبل واو الضمير في الأمر كما ضممته في الخبر فيجيء على صورة ادخلوا والعامة تقول: ادعوهم وارموهم تفتح ما قبل واو الضمير وهذا من اللحن الفحيش فصار حكم هذا الفعل الحذف في ثلاث حالات.
  فصل: فإن كان الفعل معتلاً بالألف نحو يرضى ويخشى فإن استعماله مع المفرد المذكر على حد فعل يفعل فتقول: خَشي يَخْشَى مثل: شرب يشرب، ومع المثنى خشيا يخشيان مثل شَرِبَا يشربان لمذكر كان أو لمؤنث فإن أمرت به واحدًا حذفت الألف فقلت: اخش، وإن أمرتَ اثنين لم تحذف شيئًا وقلت: اخشيا فإذا صرت إلى فعل جماعة المذكر حذفت حرف العلة على كل حال وألحقته واو