باب استعمال الفعل المعتل مع الضمير
  الضمير مضمومًا ما قبلها مع الماضي ومفتوحًا مع المستقبل. فالماضي مثل: رضوا وخشوا، قال الله: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ}[التوبة: ٨٧ - ٩٣]، وفي المستقبل: يرضون، ويخشون قال الله تعالى: {وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ}[الأحزاب: ٣٩]، وكذلك تفعل في الأمر تحذف الألف لالتقاء الساكنين وتترك الفتحة تدل عليها فتقول: ارضوا واخشوا قال تعالى: {فَاخْشَوْهُمْ}[آل عمران: ١٧٣] {وَلِيَرْضَوْهُ}[الأنعام: ١١٣] فصار حُكم هذا الفعل مختلفًا فيكون حرف العلة منه ياءً في الماضي مع فعل الواحد والمثنى مثل: خشي وخشيا. ويكون ألفًا مع المستقبل للواحد في الخبر مثل يخشى ويحذف في الأمر مثل: اخش الله. وتقلب مع مستقبل فعل المثنى ياء في الخبر والأمر مثل: يخشيان، واخشيا الله، وتُحذف مع جماعة المذكر ولا يبقى عليه دليل في الماضي مثل: خشوا، وتحذف في المستقبل أيضًا وتُبقي الفتحة تدل على الألف فيقال: يخشون واخشوا الله.
  فصل: فإن كان الفعل المتصل بالضمير لمؤنث فلم يخل أن يكون معتلاً بالواو، أو بالياء، أو بالألف، وإن كان مُعتلاً بالواو والياء واتصل بضمير مؤنث مفرد بقي على حاله في الماضي مثل: غزوت ورميت يا امرأة وتسقط في الاستقبال من الخبر والأمر جميعًا وقيل: تغزين وترمين يا امرأة واغزي وارمي وليس هذه الياء في تغزين وترمين، واغزي وارمي بياء علة لأنها وقعت بعد لام الكلمة لأنه بوزن تفعلين، وياء العلة هي نفس اللام وإنَّما هي ضمير الفاعل، أو ياء علم التأنيث على حسب الخلاف فإن كان المعتل بالواو والياء لجماعة مؤنث ثبتت الواو والياء فيه ماضيا ومستقبلاً خبرًا وأمرًا فالماضي مثل: رمين وغزون بوزن فعلن قال الشاعر في المعتل بالياء:
  وراهُن رَبِّي مثل ما قد ورينني ... وأحمي على أكبادِهِنَّ المَكَاوِيَا(١)
  وقال آخر في المعتل بالواو: (كامل)
(١) البيت السحيم عبد بني الحسحاس انظر: الاتباع لأبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي ١٠٦، والبيت في ديوانه: ٢٤.